الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات بعد 24 سنة من اغتياله بالجزائر: من قتل الفنان الأمازيغي الثائر معطوب الوناس؟

نشر في  26 أوت 2022  (11:31)

مرّت 24 سنة على اغتيال الفنان الجزائري "معطوب الوناس" حيث استقبل فى 25 جوان 1998 عشرات الرصاصات الغادرة، استقرت فى جسده كي يقول كلمته الأخيرة وينهي رحلته فى رفض الواقع الجزائرى ويدين هذه النظم المسيطرة ويكشف حالة التردى التى عاشها الشعب الجزائرى فى التسعينيات ويتحول هو إلى أيقونة "أمازيغية جزائرية"، حدث ذلك أثناء عودته إلى منزله ببلدة "بنى دوالة" قرب مدينة تيزى وزو (منطقة القبائل).

  كان "معطوب الوناس" ممنوعًا من الظهور فى التلفزيون الجزائرى، وقبل مقتله بفترة قليلة أصدر "ألبومًا" تضمن أغنية ينتقد فيها النظام الجزائرى مستخدمًا لحن النشيد الوطنى، وظل "معطوب" طوال حياته مثيرًا للضجة ففى سبتمبر 1994 اختطفته خلية تابعة لـ"الجماعة الإسلامية المسلحة"، حينها هدّد شباب الأمازيغ بحرب شاملة ضد العناصر الجهادية المتحصنة فى الجبال، وفى ليلة العاشر من أكتوبر، أطلق سراح "الوناس" تحت وطأة الضغط الشعبى.
 
وقد عرف عن "معطوب الوناس" مطالبته بإدراج اللغة الأمازيغية كلغة رسمية فى الجزائر إلى جانب اللغة العربية، وانتقد فى أغانيه النظام الجزائرى، وقد تعرض الفنان قبل اغتياله لإطلاق النار من عناصر الدرك الوطنى الجزائرى وسقط جريحًا فى منطقة القبائل فى 8 أكتوبر 1988.
 
وفى 2011 أقامت الدولة محاكمة فى بمدينة تيزى وزو، تم على إثرها الحكم على إرهابيين اثنين بالسجن 20 سنة، عائلة معطوب الوناس انسحبت من المحاكمة بحجة أنها ليست عادلة وأنها لم تحل إلى القضاء المتورطين الحقيقيين فى مقتل المغنى.
 
أثار الوناس جدلاً كبيراً في حياته وبعد رحيله، وهو الذي سقط برصاصات غادرة عام 1998 أثناء عودته إلى منزله ببلدة بني دوالة قرب مدينة تيزى وزو (منطقة القبائل)، وأعلنت الجماعة الإسلامية المسلحة (GIAA) مسؤوليتها عن اغتياله.

ولد معطوب الوناس يوم 24 جانفي عام 1956، وانتشر كنجم للغناء بمنطقته في سن الـ 15، بمطلع السبعينيات. وكان تأثره بالشيخ الحسناوي ومحمد العنقي واضحاً. هاجر معطوب الوناس إلى فرنسا، قبل أن يعود ليستقر في الجزائر. وعام 1988، سقط جريحاً في محاولة اغتيال فاشلة، ليتحول إلى أسطورة أمازيغية تلهب المسارح كلما صعد إليها.

حاول بأغانيه إعادة كتابة تاريخ موازٍ للثورة الجزائرية في مواجهة التاريخ الرسمي، ودافع من خلال أغانيه عن المطالب الثقافية والسياسية الأمازيغية. كانت الأمازيعيَّة بالنسبة له أكثر من أداة تواصل. "الأمازيغية هي لغتي الأم، وكلما نطقت بها أتصور نفسي كما لو أنني أقاوم". هكذا، تحوّل الوناس إلى صوت الشعب الأمازيغي.

وكانت سيرته التى سجلها فى كتابه "المتمرد" وثيقة تاريخية حية تشهد على تحولات الجزائر المعاصرة. وستتميز الاحتفالات بذكرى رحيل الوناس بعرض حفل غنائي، لم يتم بثه سابقاً، كان قد أحياه الفنان بقاعة الحفلات زينيت بباريس سنة 1995، حسب ما كشفت عنه شقيقته.